top of page
صدر حديثا عن مكتبة الذكرى للنشر والتوزيع - الإمارات العربية المتحدة

مَـجَالِسُ شَرْحِ الـحِكَمِ العَطَائِيَّةِ

الكتاب شرح للحكم العطائية لابن عطاء الله السكندري رحمه الله

   اخْتَرْتُ حِكَمَ ابْنِ عَطَاءِ اللهِ لِشُهْرَتِها، ولأَنَّ فِيهَا بَدَائِعَ ورَوَائِعَ مِنْ التَّعْبِيرِ عَنِ الحِكْمةِ، ولأَنَّهَا تَتَحَدَّثُ عَنْ رُوحِ الأَعْمالِ وعُمْقِ التَّوَجُّهِ بِالْقُلُوبِ في السَّيْرِ لِبَيَانِ حَقِيقَةِ عِلَاقَةِ العَبْدِ بِرَبِّهِ تَعْظِيماً وتَسْلِيماً ومَحَبَّةً وخَوْفاً ورَجاءً ورِضىً وعُبُودِيَّةً؛ نَادِراً ما نَجِدُ لَها نَظِيراً فِي مُصَنَّفاتٍ أُخْرَى، فابْنُ عَطاءِ اللهِ يَعَرِضُ أَلْفَاظَهُ لِلْقَواعِدِ التِي أَرَادَ إِيصَالَهَا إلى قُلُوبِ السّالِكِينَ السَّائِرينَ إلى اللهِ بِصُورَةٍ بَلِيغَةٍ بَدِيعَةٍ يُدْهِشُ بِهَا قَارِئَها وَيُثِيرُ في قَلبِهِ أَثَراً مَاتِعاً يَتْبَعُهُ تَفَكُّرٌ يَدْفَعُهُ لِـمُجَاهَدَةِ النَّفْسِ لِتَسْتَقِيمَ عَلَى مَعَانِي العُبُودِيَّةِ الـحَقِيقِيّةِ مِمَّا يَحْتَاجُهُ الـمُسْلِمُونَ في زَمَانِنَا وفِي كُلِّ زَمانٍ. فَهَذِه الحِكَمُ عِنْدَمَا تَقْرَؤُهَا ويَتَبَيَّنُ لَكَ شَرْحُهَا سَتَكُونُ كَافِيَةً للدّلَالَةِ عَلَى جَلَالَةِ قَدْرِ ابْنِ عَطَاءِ اللهِ رَحِمَهُ اللهُ، لأَنَّكَ سَتَجِدُ بَيَاناً لَا نَظِيرَ لَهُ؛ بَلَغَ الغَايَةَ في بَابِهِ، لَا تَرَاهُ أو تَقْرَؤُه فِي كَلَامِ غَيرِه مِنَ الـمُؤَلِّفِينَ، قِمَّةً وعُلُوّاً فِي التَّوْحِيدِ، ومَعْرِفَةً بِأَسْرَارِ ودَقَائِقِ القُلُوبِ والنُّفُوسِ

bottom of page